رؤيتي للآب والابن والروح القدس ومريم العذراء

كنتُ صغيراََ وفي الثامنة من العمر وكان لدينا صورتان معلقتان  في صدر غرفة نومنا في مدينة الموصل, كانت الصورة التي في جهة اليسار هي صورة العشاء الرباني وهي صورة كبيرة للمسيح وحده وامامه الكأس وبيدهِ اليسرى الخبز , ويمناهُ مرفوعة وثلاثة أصابع مفتوحة للدلالة على الاقانيم الثلاثة. أما الصورة الثانية التي كانت على يمينها فكانت للعائلة المقدسة وفيها من اليمين إلى اليسار القديس يوسف والطفل يسوع وبيده باقة من ورد النرجس ومريم العذراء واقفة إلى جانبه الايمن وفوق يسوع الصغير حمامة والنور يشع  من حولها من كل جانب. 

 وكان سقف الغرفة على شكلِ قبة مدورة, وكان في حائِط الغرفة جهةٍِ اليسار ثلاث شبابيك مبطنة بالرخام الموصلي وعليها كتائِب من اعمدةِِ مربعةِِ من حديد صلب, و مدخل بابها كان في نهاية هذا الحائط  , و كان تحت القبة حائِط بطول مترة واحدة تقريباََ على جميع جوانب القبة الاربعة فوق مستوى الشبابيك. 

   كنتُ نائِماََ طيلة الليل  ولما إستيقظتُ صباحاََ على صوت اخوتي ووالدتي وهم يتهيئون للذهاب إلى المدرسة , شيئاََ ما جعلني أنظُرَ بأتجاه صورة المسيح فإِذ بي أرى يسوع يُخرِج لسانهُ لي ويبتسم , وفي وقتها لم أكن قد رأيتُ التلفزيون حيث لم يكن معروفاًً بعد  في معظم مناطق العراق بعد, لذا كانت دهشتي كبيرة وكبيرةُُ جداََ أن أرى المسيح يبتسم ويتحرك ويُخرِج لسانهُ مازحاََ معي, ولأنني لم أكن أُصَدِقُ عينيَّ أعَدتُ النظر ثانيةََ وثالثةََ وفي كل مرة كان المسيح  يبتسم لي ويُخرج لسانهُ مازحاََ , فهنا إلتفَتُ إِلى أُمي وببرأة الاطغال قُلْتُ لها " ماما أُنظري إلى يسوع  إِنَّهُ يُخرج لسانَهُ ويبتسم" ولما نظَرت أُمي توقَفَ المسيح ولم يفعل شيئاََ , فقالت أُمي لا يوجد أي شيْ, وهنا طلبتُ أنا من المسيح :

يا يسوع أخرج لسانك لتراهُ أُمي ! ولكِنَهُ لم يفعَل , وردَدْتُ الطلب منهُ مرةََ ثانية" يا يسوع أخرج لسانك لتراهُ أُمي " ولقد كانت فرحتي عارمة عندما إستجابَ المسيح لطلبي وأخرج لسانَهُ لي وإبتسم ثانيةََ  ولكني لما سأَلتُ أُمي إِنْ كأنت قد رأتهُ أيضاََ فأجابت بالنفي, ولكنَهُ أستمر يبتسم ويخرج لسانَهُ لي وبقيتُ واقفاََ أمام الصورة أعاينها مشدوداََ للمسيح , وبعدها  خرج إِخوتي وذهبوا إلى المدرسة ,و تركتني أُمي وخرجت من الغرفة وعلى الأغلب خرجت غير مصدقة لأنها لم ترى ما أنا كنتُ أراه. ولكنها تركت فراشي على الارض ولم ترفعهُ كالبقية لأعود إليه إن أردتُ ذلك ثانيةََ,  وذهبت أُمي لتغسل فناجين الشاي في فناء الدار ( الحوش ) الذي كان يتوسط الدار.

  وإِذ أنا واقِف أمام المسيح ,  لفت إنتباهي شيْ في صورة العائلة المقدسة ولما نظرتُ إليها رأيتُ حمامة الروح القدس تَشِعُ نوراََ بأتجاه المسيح الصغير في الوسط وكذلك على مريم العذراء ولكن ليس بإتجاه مار يوسف,فتحرك كل من المسيح الصغير ومريم العذراء حال سقوط النور عليهما ولكنَ مار يوسف بقي صورة على حالهِ ولم يتحرك, فسجدت مريم العذراء على ركبتيها ورسمت علامة الصليب على وجهها وأطبقت كلتا يديها أمامها في صلاةِِ صامتة, أما يسوع الصغير فإِنحنى أرضاََ ووضع باقة الورد التي بيدهِ على الأرض أمامه ثُم سَجَدَ على الارضِ بجوار العذراء ورسم علامة الصليب على وجههِ أيضاََ وأطبقَ يديهِ أمامهُ كذلك وراح هو والعذراء يصَليان بصمت ولم أسمع منهما ولا حتى كلمة واحدة طيلة مدة الرؤيا التي دامت أكثر من نصف ساعة.

ولما عم السكون في الغرفة وتوقفت الحركة في صورة العائلة المقدسة وإستمر يسوع الصغير ومريم العذراء  بصلاتهما الصامتة وهم ساجدين, إلتفتُ إلى صورة المسيح الكبير فإِذ به يعاود الإبتسام لي ويُخرج لسانهُ ثانية مازحاََ معي, ولكن هذِهِ المرة بدأَ يضغط بيدهِ على الخبزة التي بيدِهِ , وكان هناك ثقبُُ صغير في مقدمة الخبزة , وكلما ضغَطَ المسيح على الخبزة سمعتُ صوتَ طَقطقة مع كلِ كبسة على الخبز وخرجَ دُخانُُ أَسود من الثقب ألذي في المقدمة وسار مبتعداََ من الصورة بإتجاه وسط سقف ِ ألغرفة , وإستمر المسيح يفعل هذا ,أي يضغط على الخبز فتكون هناك طقطقة ومعها يخرج الدخان الأسود والمسيح يبتسم  ويُخرج لسانَهُ لي, حتى إِمتلأَ ت القبة وسقف الغرفة بالدخان ألأسود.

في وقت الرؤيا لم أكن أعلم إِنَّ الذي بيد المسيح هو ألخبز , وإِعتقدتُ بأنها علبة معدنية من شكل ما, لاني لم أكن أعلم ما معنى الخبز والخمر كما أعلم اليوم , وأيضاََ لأن المسيح كان يضغط على الخبز بأصبعِهِ وكان هناك صوت طقطقة كألذي يحصل إِذا كبست بأصبعكَ على غِطاء أي علبة معدنية.    

  وهنا ظهرت شاشة كشاشة السينما على طول الحائِط الايمن في المترة التي فوق مستوى الشبابيك وظهرت محلة باب الجديد التي كنا ساكنين فيها وبالذات دوارمحلة باب الجديد  ( الفلكة) التي كانت تقع على تقاطع شارع الغزلاني وشارع فاروق مع شارع المحطة والشارع المؤدي إلى وسط الموصل والدواسة, وكانت الاصوات تأتي من كل مكان من شارع الفاروق والناس تملأ الشارع وحركة السير والسيارات على أشدها, وكانت النساء العربيات بسلالهنَ يبيعون الخبز حول الدوار جهة شارع فاروق وتقاطعِهِ مع شارع المحطة, وكان هناك خلفهم مقهى للرجال وكذلك  مقهى شعبي للرجال في الجهة المقابلة أيضاََ أي على جهة تقاطع شارع فاروق مع الشارع المؤدي إلى وسط المدينة والدواسة , وكان هناك في وسط الشارع قطع أراضي تتوسط الشارع المؤدي إلى وسط المدينة وهي عبارة  عن مقابر مسيجة مقفلة تشوه منظر هذا الشارع .

وهنا سمعتُ صوتاََ من جهة الحائط الايسر الذي فوق الشبابيك مباشرةََ , كان صوت كصوت زقازيق ولها أزيز  وصفير, تماماََ كما يحصل هذهِ الأيام في أفلام هجكوك وأفلام الرعب عندما تتفتح القبور , وإِذ بابُُ مقوس ينفتح في وسط الحائِط , بابُُ من الجصِ والحجَر بسماكة حوالي 30 سم وعرض حوالي 150 سم , إنفتح 180 درجة,  وبقيَ مُعَلَقاََ في الهواء.وخرج من الفتحة الحاصلة بإنفتاح الباب الحجري مسطبة خشبية مربعة مرتكِزة على الحائِط في قاعدة فتحة الباب ومربوطة بحبلين واحد من كل جهة , نزلت وإستقٌرت اُفقياًً فوق مستوى الشبابيك مباشرةََ . وخرج من الحائِط شاب وسيم في العشرين من العمر وأخرجَ منضّدة  خشبية كألتي تجدها في مقاهي ألرجال الشعبية  في الموصل ووضعها في وسط المسطبة المُعلقة, ثُم دخل إلى داخل اافتحة وخرج هو وفتاة شابة عمرها حوالي الثامنة عشر ورجل عجوز في حوالي السبعين وهو لابس معطف من جلد الخرفان الذي يُدعى باللغة السريانية ( فروة), وكان كل واحد منهم حاملاََ على كرسي خشبي بيدهِ ووضعوها حول المنضدة التي في وسط المسطبة وجلسوا حولها, البنت في جهة اليمين ثُم الشاب بقربها في الوسط والعجوز على جهة اليسار بجانب الشاب. وراح الشاب يتبادل الحديث مع الشابة والعجوز يسمع وهو صامت. وكان الجميع مقابلين لي وانا أنظر إليهم من تحت, وصور المسيح والعائلة المقدسة خلفي , وإِن نظرتُ إليهما وجدتُ يسوع الصغير والعذراء مريم ما زالا يُصليان بصمت, وإِن نظرتُ إلى المسيح الكبير اجدهُ يضغط على الخبز ومع كل طقة ينبعِث ألدخان ألأسود من الصورة إلى سقف الغرفة والمسيح يخرج لسانهُ لي مازحاََ ويبتسم.

وهنا سمعتُ صوتاََ للمكائِن والجرافات وإِذ بها تعمل على إِزالة المقابر التي كانت تتوسط الشارع المؤدي إلى وسط المدينة , ولكن شارع الفاروق كان لا زال ممتلئاََ بالناس وحركة السير.

وعدتُ بنظري إلى المسطبة الخشبية فإذ بالشاب قد إبتدأ بمداعبة ألفتاة , وكان العجوز ينظر إلى الفتاة وهي تداعب الشاب  وهو لا يتكلم ولا حتى كلمة واحدة لا ضد ولا مع الحدث , وكأنَّهُ لم يكن يرى شيئاََ .  ثُم فجأَةََ هَمَسَ الشاب شيئاََ في أُذنِ الفتأة فضَحِكَت , وهنا إِستفهَمَ العجوز من الشاب عن الموضوع فَهَمَسَ أَلشاب شيئاََ في أُذِنِهِ فضَحِكَ هو أيضاََ, وقام الشاب ودخلَ إلى داخل الفتحة التي في الحائط وأخرجَ سلماََ خشبياََ ووضعهُ بين المسطبة والأرض وإِبتدأّ بالنزول نحوي.   

إلى هنا لم أكُن خائِفاََ ولكن الآن والشاب نازل نحوي , إبتدأتُ أخاف , ولم يكن أمامي إلا أَن أدخل في الفراش وأُغطي رأسي بألبطانية خوفاََ منهُ, وبعد  نزولهِ جاءَ إليَّ ومسَك البطانية بيدهِ وشّدها بكل قوة ,  وهو كان  يشد وأنا أشد ضدهُ , وعندها تركني وعاد صاعداََ إلى فوق ثانيةََ, ولما أحسَستُ بعدم وجودهِ رفعتُ الباطانية من رأسي لأختلِس ألنظر وأرى أين هو, وهنا جلستُ ثانية وبقيتُ انظر إلى المسطبة وأُراقبهُم ولكن... هنا لم يكن أي صوت للمكائن والجرافات ولا للناس في شارع فاروق, فنظرتُ إلى الشاشة فإذ الشوارع فارغة تماماََ من البشر والناس وحركة ألسير , وانت إِنْ أّسقطتَ أبرةََ على الأرض لكُنت تسمع صوتها, وما لفَت نظري هو وجود أشجار ومساحات خضراء مكان القبور الوسطية التي كانت في الشارع المؤدي إلى  وسط المدينة,  وفجأّةََ سمعْتُ صوتأََ عالياََ جداََ لدراجة نارية ( ماطورسيكل) آتية من شارع الغزلاني بإتجاه دورة ( فلكة)  باب الجديد وعليها رجل وما أن دارت الدراجة نصف دورة محاولة ألإتجاه يإتجاه شارع المحطة حتى دوت أصوات زخات من الرصاص من فوق المقهى الذي بين شارع الفاروق والشارع المؤدي إلى وسط المدينة , ولم أرى من أطلق النيران ولكن راكب الدراجة سقط  ميتاََ على ألأرض وزحفت دراجتهُ على الأرض عدة أمتارِِ أيضاََ , وحال سقوط  راكب الدراجة وموتِهِ إِظلَمَت الشاشة السينمائية ولم يبقى لها أثر.

عدتُ بنظري إلى المسطبة الخشبية, لأجد الشاب والفتاة والعجوز قد وقفوا وحملوا كراسيهم ثُم أدخلوها إلى داخل الفتحة ولكن الشاب عاد وأمسك ألسلم  ورفعَهُ وأدخلَهُ إلى داخل الفتحة ثُم عاد ثانيةََ وأدخَل المنضدة أيضاََ ثُم سحبَ المسطبة بالحبل الجانبي وأدخلَها إلى الداخل,  ثُم عاد إلى حافة الفتحة ومَد يدهِ إلى الباب الصخري وسحبهُ إلى الداخل ليغلِق الفتحة ثانيةََ مُحدِثَاََ نفس صوت ألزقازيق والأزيز والصفير الاول , ولم تعد الفتحة موجودة بل بقيَ مكانها فطراََ (شرخاََ) يدل على مكانها فقط.

 وهنا نظرتُ إلى صورة العائلة المقدسة , فإذ بمريم العذراء ترسم علامة الصليب على وجهها ثُم قامت ووقفت مكانها في الصورة وعادت صورة مرة ثانية, ثُم يسوع الصغير رسَم هو أيضاََ علامة الصليب على وجهِهِ وإلتقط باقةِ ألورد من الارض بيدهِ , ووقفَ مكانه في الصورة وعادت الصورة بأكملِها إلى طبيعَتِها صورةََ كما كانت.

فنظرتُ إلى صورة المسيح فإذ هو يبتسم ابتسامته الاخيرة لي في هذهِ ألرؤيا ثُم توقَفَ عن الضغط على الخبز وتوقف خروج الدخان الاسود أيضاََ, وعادت صورة المسيح إلى طبيعتها الاولى صورة عادية لا غير. ثُم سار الدخان الاسود من وسط سقف الغرفة والتصق بجدران الغرفة فأصبحت سوداء جميعاََ , وهنا هربت إلى الخارج وركضتُ إلى أُمي وحكيتُ لها كل شيْ ,وأتت معي إلى الغرفة لترى الفطر الذي حصل مكان الباب الحجري ألذي أنفتح في الحائِط, وكذلك حوائِط الغرفة ألتي أصبحت جميعاََ سوداء بسبب الدخان الاسود الذي إلتصق بها, وفي اليوم ألتالي جلبَ والدي دهان (صبغ) ودهن حوائِط الغرفة من جديد , ولم يذكروا شيْ عن الموضوع لأي شخص. 


 *** والآن أود أن اسال يعض الاسئلة عن الرؤيا وأُحاول قدر المستطاع الأجابة عليها:

أولاََ : لما إختارني المسيح أنا من دون أخوتي الباقين؟

ثانياََ: لما لم يشع النور من الروح القدس ليسقط على مار يوسف ألذي في صورة العائلة المقدسة أيضاََ , فإن حصل لكان هو الآخر تحرك وشارك في الصلاة أيضاََ؟

ثالثاََ: لما كان في الرؤيا يسوعُُ صغير وآخر كبير وفي نفس الوقت ؟ 

رابعاََ: كنتُ أنا في وقت الرؤيا في حوالي الثامنة من العمر فكيف سمح المسيح بأن أرى مداعبة الشاب للفتاة؟

خامساََ: ما معنى ما رأيت؟ وما هو المقصود بألرؤيا؟

سادساََ: من هم الشاب والفتاة والرجل العجوز ؟ أو ما معنى وجودهم في الرؤيا؟

سابعاََ: ما هو معنى الرؤيا, وهل هناك معنى مادي فقط لها أم هناك معنى روحي أيضاََ؟

أولاََ: لما أنا؟

لا أعلم ولكن الله يختار من يشاء وقت ما يشاء , وله توقيتهُ وحكمتِه في إختيارهِ, ولكني عندما كبرت وقد يكون بسبب الرؤيا , أخذت أقرأ الإنجيل وحاولت أن أفهم المكتوب والتعمق فيهِ , وأجتهدتُ  في وضع بعضِ التفاسير, وحاولتُ تفسير رؤيا يوحنا ومعنى سفر الخروج ومغزاه.

ثانياََ: : لما لم يشع النور من الروح القدس ليسقط على مار يوسف ألذي في صورة العائلة المقدسة أيضاََ , فإن حصل لكان هو الآخر تحرك وشارك في الصلاة أيضاََ؟

وهنا فتشتُ في الكتب وحاولت أن أفهم ,  واستطعتُ أن أتوصل إلى إجابة مقنِعة وهي:

 يسوع الصغير كان بشراََ , ومات على الصليب , ولكنَه قام من الموت في اليوم الثالث , وهو اليوم ألهُُ حي , واما مريم العذراء , فيقول التقليد الكنسي إِنها بعد موتها أتت الملائكة ونقَلت  جسدها الطاهر إلى السماءِ أيضاََ , أي هي الأُخرى اليوم حية روحاََ وجسَداََ بمعية إِبنها في السماء, والآن أصبح ما حصل واضحاََ فقد وقع نور الروح القدس على صورة من هم أحياء روحاََ وجسداََ فجعَل الحياة تدبُ في صورهم فتحركوا وصلوا, أما القديس يوسف فقد مات وصعدت روحه إِلا أنَّ جسّدهُ لا زالَ راقداََ ينتظر قيامة الأموت ليقوم.      

ثالثاََ: لما كان في الرؤيا يسوعُُ صغير وآخر كبير وفي نفس الوقت ؟

وهنا نقول إني لم أرى فقط المسيح الكبير ويسوع الصغير ولكني رأيتُ أيضاََ الروح القدس كحمامة يشع النور منها , أي لقد  رأيتُ الآب والأبن والروح القدس , ألم يقول المسيح من رآني فقد رأى أبي أيضاََ " أنا والآب واحد" نعم هذا ما رأيتُ فعلاََ : فلقد رأيتُ مسيحاََ كبيراََ أي الآب , ومسيحاََ صغيراََ أي الابن , والروح القدس بهيئةِ حمامة يشع منها النور ويُحيي كل ما يقع عليه نورهُ, أوَ لسنا نقول في قانون الإيمان " ونؤمنُ بالروح القُدسِ , ألربُ المحيي المنبثق من الآب والأبن" نعم هو الرب المحيي , ويحيي كل ما يقعُ نورهُ عليهِ, حتى لو كان صورة فقط.

رابعاََ: كنتُ أنا في وقت الرؤيا في حوالي الثامنة من العمرفكيف سمح المسيح بأن أرى مداعبة الشاب للفتاة؟

نعم ما أسهلَ أَنْ نتكلم عن الصلاح ونحن أشرار وليسَ فينا حتى صالحُُ واحد, هل أنا وأنت نستطع أن نَقِف أمام الديان ونقول له ما يمكن  أن يسمح بهِ وما نجِده لا يليق بِهِ, هل تسطيع أن ثقول للخالق " لا لا يجب أن تسمح بحدوث الشر والخطيئة أمامك"  , وإِن هو أراد أن لا يرى الشرور تحصل أمامهُ في كلِ يوم فكيفَ سيفعل هذا؟ أليسَ الخالق هو الله الأزلي الموجود في كل مكان , وهو يملأُ الكل , وهو الكل في الكل, أليس هو في داخلكم وفي ذاتكم؟ ألم يقل المسيح " ها إِنَّ ملكوت الله في داخلكُم" فأين سيذهب لكي لا يرى شروركم؟

نعم نحنُ نتكلم عن الصلاح ونحن أشرار, فلقد أراني الله الحقيقة الجرداء كما هي, لا أكثر ولا أقل , وكما يراها هو فيكم كل يوم. وسأُحاول الاجابة عن معنى ماسمح المسيح أن أراه  عند الأجابة عن النقطة السادسة.

خامساََ: ما معنى ما رأيت؟ وما هو المقصود بألرؤيا؟

لو عشتم الرؤيا والاحداث التي تمت بالفعل على أرض الواقع , كما عشتُها أنا لقلتم لي ما سأقوله الآن وبنفس الطريقة.

    عندما كبرت إنتقلتُ لأعيشَ في مدينة البصرة , ولكن كل ما رأيتهُ في الشاشة السينمائية على حائط غرفة نومنا  قد حصل وحدث فعلاََ على أرض الواقع وفي منطقة الباب الجديد. فلما بلغتُ الثامنة عشر, عدتُ إلى مدينة الموصل لإكمال إجرآت الحصول على شهادة الجنسية العراقية لأني مسجل في سجل نفوس ألموصل حسب ولادتي, وأول عودتي دفعني ألحنين للعودة إلى المحلة ألي نشأتُ وترعرَعْتُ فيها, وحال وصولي إلى محلة الباب الجديد وقفت كل شعرة من جسدي منتصبةََ لذهولي مما رأيت , فقد أصبحت المحلة كما رأيتُها في الرؤيا بالضبط, تحول وتغير كل شيْ قديم ليصبح تماماََ كما أراني السيد المسيح قبل حدوثهِ بحوالي ثمانِ سنين.

وما أن تجولت في شوارع الموصل حتى التقيتُ بأحد أصدقاء الطفولة , وأخذ يقص عليَّ   ما حصل في محلة باب الجديد من أحداث ,  وكيف إِنَّ شخصاََ أسماهُ بإبن الغسالة نسبة إلى أُمهِ ألتي كانت تعمل غسالة في البيوت لكسب عيشِها, كان راكباََ دراجة نارية وكان قادماََ من جهةِ الجنوب من جهةِ شارع الغزلاني ولما أراد أن يلف حول دوار ( الفلكة) باب الجديد , قأم شخص كان مختبِئاََ على سطح المقهى ذات الطابق الواحد التي كانت تقع بين شارع الفاروق والشارع المؤدي إلى وسطِ ألمدينة بإطلاق النار من رشاشتِهِ عليه  فأرداهُ قتيلاََ , وقد ذكر أسم القاتل لي إلا اني لم أعد أتذكره.

نعم لقد حصل كل ما سبق وأراني المسيح إياه قبل حدوثِهِ بعدة سنين.

سادساََ: من هم الشاب والفتاة والرجل العجوز ؟ أو ما معنى وجودهم في الرؤيا؟

      أنا لم أرى الاشخاص أنفسهم طيلة حياتي, ولكني عندما تمعنتُ في الرؤيا علمتُ إِنَ المقصود بهم دلالة رمزية عليَّ فهمها.

 نعم بعد حصولي على الجنسية العراقية وجواز السفر ذهبتُ لأُكمل دراستي في إنكلترا , وهناك ترمى الدعايات المطبوعة في فتحات البريد في أبواب كل دار,  وفي يوم ما وانا أتصفح أحدى هذهِ الدعايات فإذ بي أمام كتيب صغير عن موانع الحمل, ولما قلبتُ الصفحات فإِذ بي أرى أحد الموانع وهو نفس ما رأيته في الرؤيا , هذا وعندما رأيت الرؤيا لم أكن أعلم ما هو, ولكني الآن في إنكلترا أراهُ أمامي في الكتيب وقد أسموه "هيد كاب" ما عدا إختلافِِ واحد ففي الرؤيا كان مصنوعاََ من قماشِِ أبيض , وفي الكتيب يقولون إِنَّهُ مصنوع من المطاط.   ولكني لغاية اليوم الحاضر لم أراه فعلياََ فهو نادر الإستعمال والتداول أيضاََ.

عندما بقيتُ في إنكلترا بضعِ سنين  رأيتُ الأباحية الجنسية على أشدها, ولو أراد شخصِِ ما الإلتقاء بأي فتاة وأخذِها من بيتِ والديها, تخرج الأُم مودعة إبنتها" وتوصيها قائلةََ :

" هاف فن بط دونت ميك أ مستيك" " والترجمة تقول" تلّذذي ولكن لا تغلَطي "  . وهنا يصبح معنى ما سبق وأراني المسيح واضحاََ :

الشاب والفتاة هم أي شاب وفتاة ,وهم يمثِلون الأجيال الجديدة , أما العجوز فهو يمثل الجيل القديم الذي لا يُلقِن ابنائِهِ  أي قيمة أخلاقية, وهم يرون أمام ناظريهم كل شيْ , ولا يقولون شيئاََ لوقفِهِ , تماماََ كما فعل العجوز في الرؤيا. فالجنس أصبح اليوم مشاعاََ عادياََ يحصل في كل مكان في معظم بقاع الارض ولا أقول في أوربا وأمريكا فقط, وهم يمنعون الحمل بإستعمال موانع الحمل المختلفة, وهذهِ الحقيقة أراد الخالق أن أراها , فهو يقول:  هكذا سيصبح الجنس عند البشر , ليس للتكاثر كما أوجَدتهُ وحددتهُ أنا , بل يصبح طريقة للنشوة واللذةِ الإباحية فقط بإستعمال موانع الحمل.

سابعاََ: ما هو معنى الرؤيا, وهل هناك معنى مادي فقط لها أم هناك معنى روحي أيضاََ؟

كل ما أراني المسيح في الرؤيا من الاشياء المادية الملموسة تحققَ على أرض الواقع وأصبح حقيقة, ولكن هناك اشياء روحية أيضاََ لم نتطرق إليها بعد: منها على سبيل المثال  يد المسيح اليُمنى بقيت  مرفوعة وثلاثة أصابع مفتوحة للدلالة على الاقانيم الثلاثة.

وايضاََ الدخان الأسود لم يحصل إلا مع النبي أشعيا حينَ رآهُ في الفصل السادس فقال " رأيتُ السيد وأذيالهُ تملأُ الهيكل والسرافين من حوله تقولُ " قدوسُُ قدوسُُ قدوسُُ الربُ الإله الصباووت " وإمتلأَ البيتُ دخاناََ ".

وأيضاََ لم يحصل أن ظهر الآب والأبن والروح القدس إلا مرة واحدة عندما ظهروا للنبي إبراهيم بهيئةِ ثلاث رجال قبل أن يقلبوا سدوم وعمورة رأساََ على عقِب. فظهورهم سوية لهُ دلالاتُه , فسدوم لم تكن إلا مثالاََ لهذا العالم عندما وصل سكانها إلى ألإباحية الجنسية وفعل الذكران بالذكران فأستوجب إفنائَهم والخلاص من شرورهم. 

وهنا أجمل فأقول : نعم لقد رأيتُ ألآب وألأبن وألروح القدس ومعهم مريم العذراء أيضاََ , فهنيئاََ لي , ويا لسوادِ ليلي إِنْ لم أُخبِركُم بِذلِك.

 

نوري كريم داؤد

17 / 12/ 2005 



"إرجع إلى ألمجلة"